صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الثلاثاء 30 أبريل 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

20-01-13 07:29

الذي قرأ قصّة عنترة ابن شدّاد عرف معنى الألم، «ألم» أن تكون حرّاً ولا تنتسب إلى أبيك وعائلتك، ومن لديه مشاعر الرحمة والعدالة يدافع عمّن سُلب منه اللقب أو الاسم أو الانتماء إلى القبيلة أو «العايلة».

فعنترة ابن شدّاد استطاع الحصول على لقبه من خلال سماته العربية الأصيلة، التي بانت عليه منذ صغره، فرغم سواده الشديد فإنّ ملامحه كانت كأبيه، لا يختلف اثنان على انه ابن شدّاد، إضافة إلى ذلك سمات العروبة والبداوة والفروسية والأصالة التي لم تأت محض الصدفة وإنّما جاءت من العامل الوراثي.

ان هذه القصّة لم تكن الوحيدة على مر التاريخ، بل هناك قصص كثيرة مطابقة لقصّة عنترة بن شدّاد - بل أشد إيلاماً وقسوة - مع اختلاف الوقت والعصر والانتماء إلى الأم الحبشية أو البيضاء، فعنترة كان ابن أمَة حبشية اسمها زبيبة، وكان يفتخر بها أكثر من أبيه، ولكنّه ذاق الأمرّين لعدم اعتراف أبيه وحصوله على لقبه الذي هو حقّ له لا منّة من أحد عليه.

وقصّة عنترة الحديث المتواجد في الدولة – أي دولة - لم تكن أمّه حبشية ولم يكن هو ابن حرام، بل انّ اسمه يتبع أباه وجدّه حتى الجد الخامس، ولا يختلف أحد على انّه ابن أبيه، ولكن شاءت الأقدار بألاّ يحمل لقب أبيه، ويعيش انساناً بسيطاً لا حول له ولا قوّة، ولا يستطيع إثبات نسبه، علماً بأنّه يحمل اسم أبيه حتى جدّه الخامس المعروف بـ «رئيس العايلة» كما كان «زهير» في قبيلة بني عبس!

وبدأت القصّة عندما تزوّج أبوه من والدته، وكان أبوه شيخ مشايخ «العايلة»، وقد أثمر هذا الزواج «بصباحٍ» لا ليل له. ترعرع هذا الطفل في كنف والديه حتى اختلف الوالدان فربّته أمه، ولم يتنصّل منه أبوه، بل كان عطوفاً محبّاً لابنه وإن كان بعيدا عنه. ولم تكن آنذاك أرشفة للمواليد ولا توثيق ولا ورق، ولكن «كلنا اعيال قريّة وكلٍّ يعرف خيّه» في ذلك الوقت.

كبر الابن وهو يعلم من والده وما هو نسبه وإلى أي قبيلة ينتمي، وعندما بدأ التوثيق طلب الابن من أبيه أن يحصل على اللقب، فوعده الأب بإعطائه اللقب ولكن الحظ كان ضد هذا الابن منذ نعومة أظافره إلى يومنا هذا، فوالده مات، وماتت معه الأسرار، ولم يستطع الابن الحصول على لقبه، مع وجود الوثائق التي تثبت نسبه وحسبه وأصله في جعبته.

عانى الابن الذي يقارب عمره الآن 80 عاماً الكثير، وبلع من الهموم الكثير، وأرسل الرسائل تلو الرسائل إلى «مجلس العايلة»، إلاّ انّ اخوته من أبيه كان لهم شأن في هذا المجلس، وعليه لم يعطوه حقّاً ولا باطلاً، ولا حتّى أعاروه انتباها، فأمّه مَن؟ وابنة مَن؟ انها مجرّد أم بسيطة لا حول لها ولا قوّة، وعلى رغم أصالته وملامح بداوته فإنه منكسر مكتّف الأيدي لا يستطيع وضع رأسه برأس إخوته الذين لا يريدون الاعتراف به، مع أنّ الابن أعطاهم دلائل كثيرة، وهو لا يحتاج إلى الدلائل فيكفيك أن تلاحظ شبهه الشديد باخوته. أمعقول أن يعاني ابن «العايلة» هذه المعاناة؟ ويلكَ يا عنترة الحديث، فمعاناتك مع العايلة شائكة جداً، ولا يحلّها إلا رئيسها إن علم بمأساتك، وتأكّدَ من نسلك الواضح للعيان، فهو أصيل ويفهم ثنايا السطور، وسيرجع لك لقبك الضائع، كما أرجعه الأصيل زهير لعنترة بن شدّاد عندما تدخّل لاثبات نسبه. والحر تكفيه الاشارة كما يقال في أعراف العرب.

مريم الشروقي

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1094



خدمات المحتوى


مريم الشروقي
مريم الشروقي

تقييم
1.00/10 (1 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى