صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الجمعة 3 مايو 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

30-05-13 09:00

من الواضح للغاية أن خيار تدويل أزمة البحرين بات خياراً مستبعداً مرحلياً على الأقل، بعد صدور سلسلة من المواقف الرسمية الرافضة للتدخلات الأجنبية في شؤونها الداخلية لمناقشة تداعيات أزمة فبراير 2011، حتى إن كانت مثل هذه التدخلات في شكل وساطات من أطراف إقليمية أو دولية. جميع هذه الخيارات مرفوضة الآن، ليس على المستوى الرسمي من قبل الحكومة فحسب، وإنما حتى من فئات عديدة من مكونات المجتمع التي تنتظر حلاً مرتقباً في الأفق، في وقت تعاني فيه من إحباط متنام. انتهاء خيار تدويل أزمة البحرين يعني حصر الصراع السياسي داخل النظام السياسي المحلي فقط، دون أن يكون هناك دور لأطراف في الخارج لمعالجة هذه الأزمة أو الحد من تداعياتها، فالقضية محلية ويفترض أن تظل محلية دون أن يتدخل فيها طرف. نتذكر جيداً مجموعة من المبادرات التي طرحت عقب الأزمة العام الماضي، عندما حاولت المعارضة الراديكالية طرق باب دولتين خليجيتين وهما الكويت وقطر للوساطة مع الحكم في البحرين، ولكنها محاولات حظيت برفض الوسطاء قبل أن تحظى بموافقة المنامة. وكذلك الحال بالنسبة للمبادرات الدولية التي بدأت من طهران التي وعد فيها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تقديم مبادرة طموحة «تحقق تطلعات شعب البحرين»، وإلى واشنطن حيث المبادرات لا تتوقف. خيار التدويل انتهى وعلى كافة الفاعلين السياسيين إدراك ذلك، الأمر الذي يترتب عليه إعادة الحسابات من جديد، والتفكير جدياً بقرارات شجاعة غير تقليدية قد تكون مؤلمة جداً، ولكنها ضرورة لا يمكن تجاهلها. بالمقابل كيف يمكن للرأي العام المحلي أن يتفاعل مع انتهاء خيار تدويل الأزمة البحرينية؟ الرأي العام مازال ينتظر «الحل»، ومازال يترقب عدة خيارات لإنهاء تداعيات الأزمة، ولكنه لا ينظر إلى سلسلة الإجراءات التي تمت منذ صيف 2011 وحتى الآن على أنها حل، فالحل لديه هو قرارات هامة يحلم بها ليلاً ونهاراً ويتجاذب أطراف الحديث حولها في كل مكان. لا أعتقد أن حلم الرأي العام واقعي وقابل للتنفيذ، لأنه في النهاية يبقى حلماً، والحلم مجرد مجموعة من التصورات التي قد يتطلع الإنسان لها في حياته الواقعية، وفي أحايين كثيرة تكون صعبة التنفيذ لأن أمامها مجموعة معوقات ينبغي إدراكها. الفترة المقبلة ستحمل نتائج انتهاء خيار تدويل أزمة البحرين، وهي تداعيات غير معروفة بالمجمل، ولا يمكن التنبؤ كثيراً بمساراتها سواءً كانت سلبية أم إيجابية.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 991



خدمات المحتوى


يوسف البنخليل
يوسف البنخليل

تقييم
8.10/10 (6 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى