صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الجمعة 3 مايو 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

30-05-13 09:13

الحديث يتكرر هنا وهناك حول أمور كثيرة في السياسة البحرينية الآن، البعض يرتقب حواراً وطنياً جديداً، والبعض يرتقب مزيداً من العنف، والبعض يتطلع لإنهاء تداعيات الأزمة التي عانى منها الجميع بشكل دراماتيكي غير متوقع، في حين ما زالت شريحة واسعة من المواطنين منشغلة بإبداء مواقفها المتشددة إزاء الأوضاع السياسية القائمة بطريقة مبالغ فيها وكأننا ما زالنا في ذروة الأزمة خلال فبراير 2011.
نتفهم دوافع وأسباب كل مكوّن من مكونات المجتمع المحلي لاتخاذ مواقفه السياسية الراهنة، ولكننا لا نفهم لماذا يعيش كل مكوّن في مزاجه الخاص ويبتعد عن المزاج الوطني العام الذي ينبغي أن يظهر رغم أن هذا الخيار متاح للجميع؟!
البحرينيون انشغلوا كثيراً وبإفراط كبير في البحث عن الأسباب التي أدت إلى الأزمة الراهنة وتداعياتها، ولكنهم بالمقابل لم ينشغلوا بنفس المقدار حول الكيفية التي يمكن من خلالها الخروج من الأزمة بأقل الخسائر، وبتداعيات أقل حدة في وقت قياسي سريع.
مسؤولية الأحداث التي قادتنا للأزمة تشترك فيها أطراف عديدة، وأطراف كثيرة اعترفت بذلك، ولكننا لا نجد من يحاول أن يعترف بأن المسؤولية جماعية للخروج من التداعيات القاسية الحالية.
بالفعل فهي ليست مسؤولية الدولة لوحدها لإنهاء تداعيات هذه الأزمة، وليست مسؤولية الحكومة لوحدها أيضاً، وكذلك الحال بالنسبة لأعضاء السلطة التشريعية، أما بالنسبة للمعارضة الراديكالية فإنها تشترك أيضاً مع كافة أطراف الصراع السياسي ومكونات المجتمع في الخروج بحل وطني شامل يرضي كافة الأطراف. بالإضافة إلى ذلك فإن هناك مسؤولية جماعية مشتركة ملقاة على عموم المواطنين الذين ما زالوا منشغلين بالخطاب السياسي المتطرف والإقصائي الذي لم يسبق أن شهده المجتمع المحلي حتى إبان أزمة الخمسينيات من القرن العشرين.
من الصعب للغاية الاعتراف بهذه المسؤولية الجماعية، ولكن من يملك الشجاعة هو الذي يستحق أن ينال التقدير التاريخي، ويتجاوز حالة الألم التي تتم عندما تعترف كافة الأطراف بأخطائها ونتائج أفعالها، وتقدم المرئيات الممكنة والقابلة للتنفيذ بأكبر درجة ممكنة من التوافق الجماعي، بدلاً من تجاهل الأسباب والظروف والتمسك بمواقف متشددة ومتطرفة لن تنتهي.
في ظل هذه المقدمة ليس متوقعاً أن تكون هناك حلولاً فعلية إذا لم تتحلى كافة الأطراف بالرغبة الصادقة والنية الفعلية للخروج من تداعيات الأزمة بشكل جدي الآن. ومادام الحديث عما بعد أغسطس الجاري ونهايته، فإنه لا نهاية إذا لم يكن هناك إدراك عام وانشغال جماعي بالحلول.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 914



خدمات المحتوى


يوسف البنخليل
يوسف البنخليل

تقييم
8.10/10 (6 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى