جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
17-08-12 04:14
ابن الحد. ابن البحرين. الأب الروحي للنضال النبيل عبدالرحمن النعيمي، الذي وافته المنيّة يوم الخميس (1 سبتمبر/ أيلول 2011) كان مثالاً للشرف والإخلاص والثبات على الموقف، فقد عاش مناضلاً ومات عظيماً!
ما أن نصل إلى عمرٍ معيّن حتى يحدّثنا الآباء في مدينة الحد عن عبدالرحمن النعيمي، وكان الحديث يجوبه الفخر والامتنان لهذا الرجل، الذي عاش حياةً صعبةً تزيد عن 40 عاماً في المنفى، من أجل مبادئ لم يتخلَّ عنها ولم تتخلَّ عنه، فكنّا نفاخر بأنّنا أبناء الحد، التي خرّجت بطونها الأحرار كعبدالرحمن النعيمي وعبدالعزيز البنعلي وخليفة قاسم.
ويزيدنا شرفاً أنّه لم يتخاذل عن أهل البحرين يوماً، بعد رجوعه من المنفى، على رغم المغريات والعطايا، فلقد رفض النفيس والغالي من أجل شيء أثمن وأغلى وأنفس، ألا وهو المبدأ. وليس هذا فقط، بل كان عجباً عُجاباً عندما رشّح نفسه في الانتخابات، وكان مفاجئاً للجميع عندما فاز في الدورة الأولى، فلم ينسَه الناس، ولم ينسوا مواقفه العظيمة من أجلهم، فصوّتوا له، ولولا الحظ «المُختلق» العاثر في الجولة الثانية والتدليس المشين من قبل البعض لشخصه، لكان النعيمي عضواً في البرلمان، مجاهداً كما كان معروف عنه، من أجل الناس.
عجيبٌ أمرنا هذه الأيام، فرّقتنا هذه المحنة ونسينا أنّنا لن نصنع تاريخاً عظيماً من دونها، ووجدنا الطائفة تكره الطائفة، والأخرى تعتب عليها وتحمّلها أسباب المعاناة، وتناسينا أمراً مهمّاً ناضل من أجله «بوخالد»، ألا وهو الشرف والعمل الحثيث من أجل تحسين وضع أهل البحرين.
ما أشد هذه المحن على قلوبنا، فسنة 2011 سنة مشئومة، نتمنى أن تظهر بمستقبل جميل على أبنائنا، ففي الشؤم قد يظهر النهار ويتلاشى الظلام، وهذه الكراهية وجب تغييرها إلى أمور إيجابية من أجل تصالح المجتمع ونهوضه مرّة أخرى.
النعيمي استطاع لمَّ الشمل إبّان وجوده بعد المنفى، وخلق توافقاً بين الفكر الإسلامي والوطني الديمقراطي، فجعل البحرين تزدهر على المستوى السياسي، ولكن ما حصل له كان نكسة على أهل البحرين، وما حدث بعد أحداث 14 فبراير/ شباط زاد هذه النكسة سوءًا وتخبّطاً! فلنجعل النعيمي مثالاً لنا في النضال من أجل الحصول على الحقوق، وليس هذا فقط، بل مثالاً في الواجبات من أجل الوطن، فليس الحقوق هي الوحيدة التي نطمح لها، بل الواجبات كذلك، لأنّها المدخل إلى عظمة الشعوب، وهي التي ستجعل منّا شعوباً راقية متقدّمة.
اختلافنا وخلافاتنا وصلت إلى طريق مظلم، ولابد لها من حلول مدروسة، حتى لا تغرق السفينة بمن فيها، فليس لأحد من مصلحة عندما تغرق السفينة، وعندما تدبّ الكراهية بيننا، فالنار تأكل نفسها، ولا تجعلنا نتقدّم بل نتأخّر، والتأخير قد يزيد الهوّة بين الحكومة والمعارضة، وتشتد الأزمة في هذا المجتمع الصغير المتنوّع.
لا نريد أن يحدث بنا ما حدث في الدول الأخرى، ولكن إن أصررنا على تفاقم الأزمة، فإننا سنواجه موجةً لن يستطيع أحد الخلاص منها، ويكفينا ما حدث، ولنجلس إلى طاولة حوار حقيقية تنتزعنا من هذه الأزمة المريرة.
«بوأمل» لم نفقد الأمل من بعدك، فها هي أطروحاتك ومبادؤك مازالت قائمة، أنت لم تمت حقاً، بل ذهبت بجسدك ولم تذهب بعقلك وأفكارك. أنت موجود في قلب كل حر يأبى التنازل عن مبادئه، وداخل كل أسرة تفتخر بأنّك كنت ابن البحرين العظيم. كنت ومازلت عظيماً عندما وقفتَ وقفة نبل وشرف طوال حياتك، لكَ كل الحب والاحترام والتقدير على ما ناضلتَ من أجله، فشكراً لك
مريم الشروقي
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3286 - الثلثاء 06 سبتمبر 2011م الموافق 07 شوال 1432هـ
|
خدمات المحتوى
|
تقييم
|
|
|