صحيفة مدينة الحد الالكترونية
السبت 27 أبريل 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

06-08-13 10:26

يومان أو ثلاثة تفصلنا عن عيد الفطر السعيد، بعد أن منّ الله علينا بصيام شهر رمضان المبارك وقيام لياليه، شهر كان ضيفا كريما جاءنا بسرعة وغادرنا بسرعة أكبر دون أن يثقل علينا، وبدلا من أن نكرمه نحن، فإنه أسبغ علينا من فضائله وكرمه، فيكفي أن الأجور فيه مضاعفة، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، أي أكثر من ثلاثة وثمانين عاما.
كلما اقترب العيد تذكرت أيامه ونحن صغار قبل حوالي ستين عاما، كان العيد بالنسبة لنا يعني الفرحة، والعيدية والبهجة، ولبس الجديد من الثياب، وزيارة الأهل والمعارف، وطرق الأبواب طلبا للعيدية التي لم تكن تتجاوز آنذاك الأربع آنات أو النصف روبية، لكن روبية على روبية تصبح خردة ثقيلة تملأ الجيوب وتشعرنا بالنشوة والفرحة، تجعلنا نحس أننا أصبحنا أباطرة صغارا، فمن برادة إلى أخرى ومن دكان إلى آخر، وهات يا أيسكريم وحلويات وألعاب حتى “نفلفص” العيدية خلال أيام.
ولم نكن نكتفي بمسح بيوت الأهل والأقارب طلبا للعيدية في مدينتا الصغيرة “الحد”، بل كنا نركب الباصات الخشبية “الجنكل” للذهاب لمدينة المحرق ومسح بيوتها؛ طمعا في الحصول على عيادٍ أكثر، ولا ننسى أن ندخل سينما المحرق أو نعبر بالباصات إلى المنامة للدخول في سينما النصر أو البحرين أو سينما الزياني؛ لمشاهدة أفلام “عنتر وعبلة” أو “سنغام” أو “ماذر أوف إنديا”.
كنا ليلة العيد نذهب إلى سوق الحد لنرى القصابَين “سعيدان” و”الهمل”، وهما يتباريان في ذبح الأغنام والعجول والأبقار استعدادا للعيد، فقد كانت الوجبة الرئيسية نهار العيد عند معظم العائلات وخاصة الميسورة منها الأرز واللحم.
أما الأسر الفقيرة، فكانت تقدم الحلوى والزلابية. أما اليوم، فقد اختفت أو كادت تختفي هذه العادة وحل مكانها في صينية العيد المكسرات والحلويات والبقلاوات وبعض أنواع الفواكه.
ويوم العيد كنا نصحو مبكرين لنستحم ونلبس ملابس العيد التي فصلها لنا الوالد -رحمه الله رحمة واسعة- عند صديقه الخياط حاجي حسين، دون أن ينسى أن يأخذنا قبل العيد بيومين أو ثلاثة لتعديل شعرنا عند حلاقي المحرق، حيث لم يكن هناك أية حلاقين في مدينة الحد آنذاك. وبعد أخذ “دوش” العيد نذهب مع الوالد إلى مصلى العيد الذي كان في ساحة مكشوفة شمال المدينة، وكان به دكة مرتفعة قليلا يقف عليها خطيب العيد لإلقاء خطبته، وكانت بعض النسوة يأتين مع بناتهن الصغار لشهود خطبة العيد وصلاته.
أما الوالدة -رحمها الله- فقد كانت تصحو مبكرة يوم العيد، وتدخل المطبخ لإعداد شاي وقهوة العيد وترتيب “كدوع” العيد استعدادا لمن سيحل علينا من الأهل والمعارف ونسوان الفريج للتهنئة بعيد الفطر السعيد.
وكان المسحر له نصيبه نهار العيد، فهو يأتي بطبله وعربته الصغيرة لأخذ “المقسوم” من الأهالي سواء كانت “نيطانا” أو من “ماجلة” البيت من الأرز والسكر وغيرهما.
هذه بعض الذكريات البعيدة عن العيد “أيام لوّل” أحببت أن أسجلها في هذه السطور ليتعرف عليها أبناؤنا الصغار. وكل عيد والجميع بخير.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 990



خدمات المحتوى


احمد زمان
احمد زمان

تقييم
0.00/10 (0 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى