صحيفة مدينة الحد الالكترونية
السبت 27 أبريل 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

29-08-13 09:22

اعتدت منذ شبابي الذهاب لبيت الله الحرام معتمرا مرة أو مرتين في العام، وكانت أول مرة أذهب فيها للعمرة عند انعقاد مؤتمر القمة الإسلامي الثالث في مكة المكرمة في بداية الثمانينات من القرن الماضي، حيث انتهزت أنا والأخ الصديق أحمد بن محمود الفرصة للذهاب لأداء العمرة قبل بداية المؤتمر حيث كنا آنذاك قد ابتعثنا لتغطية أخبار المؤتمر بصفتنا صحافيين في وكالة أنباء الخليج التي كان مديرها العام آنذاك نبيل بن يعقوب الحمر.
ومازلت أذكر أنني وصديقي ولعدم معرفتنا بأركان وشروط العمرة استعنا بمطوف لإتمام مراسم العمرة على أكمل وجه.. ومازلت أذكر تلك الأمسية التي دخلنا فيها مكة المكرمة حتى وصلنا المسجد الحرام ورأينا الكعبة المشرفة بعظمتها وهيبتها لأول مرة حتى أنني لم أتمالك نفسي فبكيت بكاء شديدا ونحن نطوف حتى أن الدماء أخذت تنزف من أنفي على ثياب الإحرام الفوقية مما جعل المطوف يشفق عليّ ويأخذني إلى حنفيات بئر زمزم لغسل الدماء قبل ان تجف، ثم معاودة مواصلة الطواف وبقية أركان العمرة.. وعندما سألني رفيقي في العمرة عن سبب بكائي الغزير، قلت له إن رهبة رؤية الكعبة جعلتني أتذكر ذنوبي كلها في شريط متصل وبدأت الدموع تسيل على إحرامي مخلوطة بدماء أنفي دون إرادة مني.
ومن بعدها تواصلت العمرات واحدة تلو الأخرى.. وعندما كنا شباباً كنا نذهب بسياراتنا الخاصة في مجاميع من الشباب، وأحيانا بركوب الباصات بعد افتتاح جسر الملك فهد.. وكانت رحلات جميلة تجمع الكثير من الذكريات، لكن ومع تقدم السن استعضنا عن كل ذلك بركوب الطائرات التي توصلنا الى تلك البقاع المقدسة في وقت أقل.
هذا العام وأثناء إجازتي السنوية وقبل أيام معدودات قررت الذهاب الى العمرة من جديد قبل انتهاء الإجازة وقضيت اسبوعا كاملا بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.
ما أثار اندهاشي التوسعة الكبيرة التي طالت الحرم المكي الشريف وهي توسعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين التي يجري العمل بها ليلا ونهارا من أجل إنجازها.. عمارات تهدم وعمارات تقام بمنطقة الحرم المكي الشريف.. ومن الغرائب التي شهدتها بالقرب من الفندق الذي اسكنه في مكة المكرمة هدم إحدى العمارات عن طريق شد أعمدتها السفلى بالبلدوزرات عن طريق سيور قوية ومنع الناس من الاقتراب من هذه العمارة بحوالي خمسين مترا من كل اتجاه وأخذت البلدوزرات تشد في هذه الأعمدة وما هي إلا حوالي ساعة من نهار حتى انهارت العمارة المكونة من حوالي 13 طابقا وارتفعت وتصاعدت سحب الغبار وتراكض الناس يمنة ويسرة خوفا من أن تغطيهم كومة الغبار والأتربة التي تصاعدت الى عنان السماء مما يذكرني بهدم أبراج مبنى التجارة العالمي في نيويورك (والقياس مع الفارق).. وكنت أتساءل لماذا لم يستخدم الديناميت في هدم هذه العمارة.. وربما يكون السبب أنها كانت ملتصقة بعمارات أخرى في منطقة سكنية تعج بها الفنادق والعمارات.
شدني في الكعبة المشرفة طوق الطواف المؤقت الذي قرأنا عن أن مخترع مادته شاب سعودي استطاع ان يصنع هذا الطواف الذي هو أقوى من الحديد بمئة مرة وأخف من الألمنيوم بعشر مرات ولا يسمح بدخول هذا الطواف المؤقت الا للعجزة و(الشياب) من أمثالي ودافعي العربات المتحركة، ويدخل إليه من الطابق الأول من خلال ممرات يتحكم فيها رجال الأمن.
صليت الجمعة الماضية في الحرم المكي وكان خطيب الجمعة وإمامها يومها فضيلة الشيخ عبدالرحمن السديس الذي تحدث وهو يبكي عن المجزرة البشعة التي ارتكبها النظام السوري ضد النساء والأطفال في منطقة الغوطة بالأسلحة الكيماوية، كما تحدث عن الفتنة في مصر ودعا الله سبحانه وتعالى أن يحفظ مصر من كل شر ومن كل سوء.
ولأنني لم أحصل على تذكرة سفر بالطائرة الى المدينة المنورة يوم الجمعة أو يوم السبت الماضي قررت الذهاب بباص النقل الجماعي إلى المدينة المنورة شرفها الله وبعد رحلة استمرت حوالي ست ساعات وصلت إلى المدينة المنورة وكلي شوق للسلام على سيدنا وحبيبنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما اللذين دفنا معه في غرفة عائشة بنت أبي بكر أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها، كما لم تفتني المداومة في الصلاة بالمسجد النبوي الشريف حيث ان الصلاة فيه تعادل ألف صلاة، كما لم تفتني زيارة مقبرة البقيع التي تضم قبور أكثر من عشرة آلاف صحابي من بينهم قبر عثمان بن عفان رضي الله عنه.
هالتني المساحات الواسعة حول الحرم النبوي الشريف والمغطاة بطريقة فريدة تسر الناظرين حيث أصبح المسجد النبوي تحفة فريدة، كما أنه يظل مفتوحا طوال اليوم دون أن يغلق كما كان في السابق.
هذا غيض من فيض لرحلة بين مكة والمدينة امتدت أسبوعا كاملا، واسأل الله سبحانه وتعالى أن يمكنني من العودة لهذين المكانين الطاهرين مرات عديدة في أعوام قادمة مديدة.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1156



خدمات المحتوى


احمد زمان
احمد زمان

تقييم
0.00/10 (0 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى