صحيفة مدينة الحد الالكترونية
السبت 20 أبريل 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

29-08-14 01:58

هناك في الحياة أُناس لا يقدّرون أهمّية اتّخاذ موقف حازم عند الحوادث والمواقف، سواء حوادث اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية كذلك، واتّخاذ الموقف يتأتّى بالتنشئة الاجتماعية عادةً، أو بعد عدّة مواقف سلبية أو مهينة يتعرّض لها الفرد في المجتمع، وبناء على هذه المواقف تتشكّل شخصية جديدة غير تلك التي نعهدها.

نعرف ذلك الشخص الذي يُخطئ الآخرين في حقّه من دون اتّخاذ موقف تجاههم، حتى يوقفهم عمّا يقومون به من أذيّة، سواءً له أو لأخوته أو لعائلته أو عشيرته، وبالتّالي يتمادى البعض في جرحه أو جرح أهله وأحبابه، وهو يغض البصر عنهم، بل وينفعهم أكثر ممّا ينفعونه، وحصيلة عدم اتّخاذ الموقف زيادة المشكلة لا صغرها!

نعلم بأن الكلام مبهم بهذه الطريقة، فلنوضّح أكثر! بعض الأسر التي كانت معارضةً للمعارضة، أصبحت مؤيّدةً وبشدّةٍ للمعارضة، هذه الأسر اتّخذت موقفاً بسبب فصل أحد أبنائها من دون وجه حق، أو بسبب تعرّض أحد أبناء الأسرة للإهانة من قبل البعض، ناهيك عن الشتائم التي قد يسمعونها ممّن كانوا يظنّون بأنّهم أصدقاء وأهل وأحباب، عندها فقط في تلك اللحظة تغيّرت المواقف وتبدّلت، فأصبحت تلك الأسر تتّخذ موقفاً من أجل الأحباب والأهل والدم.

على الصعيد الشخصي، قد يتعرّض شخص لإهانات من بعضهم وتصغيرٍ للشأن، بسبب اللون تارةً، وبسبب ضعف الشخصية تارة، وبسبب عدم الاهتمام بالكلام تارةً أخرى، ولكن مهما طال الزمان أو قصر فإنّ اتخاذ الموقف سيأتي ولن تدوم السلبية، لأنّنا نعلم ذلك المثل: «كثر الطق يفج للحام»! ومن كثرة الإهانات للشخص أو لأخوته أو لأهله لابد أن نجد فجر «الموقف» يبزغ، ويتحوّل الشخص من عدم الاكتراث إلى مهتمٍ بما يدور حوله، فالعين قد لا ترى الإهانات والتصغير في فترة ما بسبب الحب، ولكن الحب لا يدوم عندما تدوم الإهانات، أليس ذلك صحيحاً؟

أيضا الموظّف الذي يبلع إهانات وكلاماً جارحاً من قبل رؤسائه في العمل، يوماً ما هذا الموظّف لن يتوانى عن اتّخاذ موقف والرد على من يقوم بإهانته وتصغيره، والسبب بسيط جدّاً، إنّها النفس البشرية التي تقدّر متى تقبل الإهانة ومتى لا تقبلها!

كل الذي نطلبه من الناس هو عدم القبول على أنفسهم بالإهانة أو التصغير، وعدم قبول ذلك على أهلهم، فمن يُهينني كأنه يُهين أخي وعائلتي، وعليه اتّخذ موقفاً وأتصرف بصورة صحيحة، وأُراجع مواقفي السابقة، فإن كنت دائماً مؤدّباً مع الآخرين، فهذا لا يعطيهم الحق ليجرحوا أو يهينوا أو حتى يعاملوني أو يعاملوا من حولي بطريقة مشينة!

إليك أنت! نعم أنت الذي بطيبتك تغاضيت عن مواقف كثيرة، أنت الذي سندتَ الآخرين ولم تُسند، أحببتَ وأعطيت ولكنّك وجدت المحبّين لكَ مصغّرين، لا أحد أفضل منك، فان أعجبهم أنت بمستواهم، وإن لم تعجبهم فأنت أفضل منهم، فأضعف الإيمان على اتّخاذ الموقف هو البعد عنهم، لأنّ البعد في بعض الأحيان راحة، ودليل حي على عدم قبولك بما يصنعون بك أو بأهلك. وانتهى.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 843



خدمات المحتوى


مريم الشروقي
مريم الشروقي

تقييم
0.00/10 (0 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى