صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الخميس 25 أبريل 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

الأخبار
اخبار بحرينية
إبراهيم غلوم: من الخطأ أن يكون في مجتمعنا مسرح لا يخلص للكوميديا
إبراهيم غلوم: من الخطأ أن يكون في مجتمعنا مسرح لا يخلص للكوميديا
16-11-13 09:59

الايام - عرض: سيد أحمد رضا


«لقد تعودنا ألا نبحث في أسئلة الكوميديا وفتنة الضحك، ولا نكلف أنفسنا عناء الوعي بجدل الضحك والسخرية، لقد افترض الجميع غياب ذلك كله من الكوميديا، ودرج النقاد والأكاديميون المهتمون بالشأن المسرحي أن يضعوا تجربة الكوميديا في سياق إرث المهزلة دون اكتراث بما فيها من دهشة، ومعالجة للأفكار والمشاعر..».
يذهب الدكتور والأكاديمي إبراهيم غلوم في كتابه «بنية الكوميديا الهزلية» لدراسة تجربة الكاتب والمخرج المسرحي الكويتي عبد الرحمن الضويحي، بالإضافة لتوثيق مسرحية انتخبوني.
ولد المسرحي عبد الرحمن الضويحي في الكويت عام 1934، وهو مؤسس في فرقتي المسرح الشعبي، والمسرح العربي، وقد كتب ثماني مسرحيات وأخرج أكثر من 14 مسرحية، بالإضافة لكتابته سيناريو فيلم «الصمت» الذي يعتبر ثاني فيلم روائي ينتج في الكويت.
ومن مقدمة بعنوان «جدل الكوميديا المهزلية» يشير إبراهيم غلوم إلى «كيف كان النقد العربي خلال عقود من الزمن يسخر من الضحك والهزل في الكوميديا، ويعتبرها من عوامل هبوط الحركة المسرحية في الوطن العربي» ويتذكر غلوم حول هذه الجزئية «مثقفين وفنانين كانوا يزدرون الضحك على المسرح, ليس لسبب في الضحك، أو في الكوميديا، وإنما لأسباب تتصل بـ «الشرط المسبق» كالتزام بقضايا المجتمع، وقضايا التغيير، أو الالتزام بحدود الأخلاق، أو حدود الثقافة المتعالية» لكنهُ يشير إلى استنتاج توصل إليه بعد إعادة قراءة تجربة الضويحي، ومفادهُ «بأن من الخطأ الفادح أن يكون في مجتمعنا مسرح لا يخلص للكوميديا ولا يفتتن بالضحك والهزل».

يذهب الدكتور إبراهيم إلى ضرورة العودة إلى تجربة الضويحي في كتابه الكوميديا الهزلية، ذلك لأنها توقظ الوعي بجدل الضحك والكوميديا، وتفصح عن الخطأ الفادح في استمرار حضور التقاليد الأخلاقية والتربوية.
وذلك عائدُ إلى «إن كماً كبيراً من أعمال الكوميديا الهزلية لم يخلص للضحك، وإنما أخلص لما هو تعليمي وأخلاقي في معالجة المشكلة الاجتماعية» لذا فقد ظل الضحك في سلسلة طويلة من أعمال المسرح في الكويت والخليج العربي هامشياً وطارئاً.

«ولادة الكوميديا الهزلية»
«الضحك والسخرية قادران على معالجة التغيرات المستعصية لأنهما يبقيان النقد في نطاق السخط والتبرم المقبولين نوعاً ما في خطاب الشأن العام» وعلى ذلك يستعرض الدكتور إبراهيم العديد من العوامل التي ساهمت في ولادة الكوميديا، بدءاً بما يسميها «البرجوازية الساخطة» التي أوجدت في المسرح مضموناً حيوياً لإشباع معارضتها للأخلاق، والعادات، والقوانين والنظم، حيثُ «اتخذت منها سلاحاً لنقد برجوازية (السلطة) بصفة خاصة، ولنقد التشوهات الثقافية، ولخلخلة البناء الأخلاقي التقليدي» بالإضافة لاتخاذها الكوميديا وسيلة للتصحيح الاجتماعي.
كما أن من العوامل «إقرار النظام الديمقراطي» خاصة في الكويت –والدراسة تتمركز حول تجربة الضويحي وهو مؤلف كويتي كما اشرنا- فقد مثلت الديمقراطية علامة أساسية في تمثيل الوعي الجمعي للمضمون الديمقراطي وترسبه في خلق التجربة المسرحية. بالإضافة لظاهرة «البدايات المسرحية التي اعتمدت أسلوب الدرس التاريخي والأخلاقي في الثلاثينيات والأربعينيات» هذه الظاهرة لم تلق بأي أثر يقارب ولادة الكوميديا الهزلية، لأنها اتخذت لها تطوراً منعزلاً عن تطور الهرجة الشعبية المرتجلة.
ويبقى العامل الأساسي هو «الوعي بالكوميديا الهزلية» إذ يلامس هذا الوعي خطوطاً عريضة في طبيعة الشخصية الكويتية التي اختلطت فيها البداوة مع حياة البحر مع رفاهية التجارة، وعوامل الهجرة والمجتمع المدني الحديث. «ثم اختلط ذلك كله مع الأصولية القومية والدينية، ومع اليبرالية التجاربة والمثقفين».

الضويحي.. الأسبق!
يعد الضويحي أسبق وأبرز من يمثل نموذجاً واضحاً، ومعالجة مباشرة متماسكة ومحكمة في كتابة الكوميديا الهزلية كما يشير إبراهيم غلوم، فالضويحي «يدين للمهزلة الشعبية المرتجلة بالتكوين المبكر، لأنه خرج من مدرستها مع مجموعة محمد النشمي التي كونت فرقة «المسرح الشعبي». وقد كان واحداً ممن حذق مهارات هذه المدرسة، وفنونها في الأداء والتمثيل وبداهة الإضحاك».
لقد جرب الضويحي التمثيل لفترة طويلة بالإضافة لتجربة الكتابة والإخراج. وقد ورث «قالب المهزلة الفنية عن مدرسة الارتجال» ولعله كما يشير غلوم أكثر من يستوعب هذا الإرث وأفضلهم، فهو يستثمر هذا الإرث عن دراية وخبرة...
«وليس الارتجال هو العنصر الحاسم وحده في تكوين فلسفة الكوميديا» عند الضويحي بل إن فلسفته البسيطة وشخصيته ومثاليته العقلانية المستنيرة تقف وراء بناء هذه الفلسفة الذكية التي تعبر عنها مسرحياته.
ويمثل الضويحي ما يسميه غلوم «بنية النموذج المقلوب» وقد أشار غلوم إلى أمثلة عديدة، حيثُ أنها مسرحيات يسيطر عليها قالب الكوميديا الهزلية سيطرة تامة ويخلص فيها لفعالية الضحك إخلاصاً تاماً، ولكنها تتصل ببنية النموذج المقلوب، وهي صياغة لانقلاب وظيفي في داخل الحياة، مثل الحياة الزوجية إذ تتخذ المرأة دور الرجل، أو يتخذ السارق دور المتعهد بالأمن، وإلخ.
وفي هذا الفصل الذي عنونه الدكتور إبراهيم بـ «صانع بنية الانقلاب» يتناول العديد من مسرحيات الضويحي التي تتخذ هذا القالب، من مسرحية «سكانه مرته» والتي بها دلالة مضاعفة في انزياح بنية الانقلاب، إلى مسرحية «اصبر وتشوف.. حرامي آخر موديل» والتي تمتاز بغرائبية بنية المقلوب. وصولاً لمسرحية «الجنون فنون وكازينو أم عنبر» حيثُ الانقلاب وتعرية الفراغ، ثم مسرحية «انتخبوني واصبر وتشوف» والتي تذهب للانقلاب والنماذج المغلقة.

«نتائج المهزلة والحكمة»
يختتم كتاب «بينة الكوميديا والهزلية» بـ «بنتائج المهزلة والحكمة؛ المهزلة وطبقات المعنى» ويأتي هذا الفصل قبل نص مسرحية «انتخبوني» للضويحي، الذي وثقهُ وألحقهُ إبراهيم غلوم في كتابه.
وكون هذا الكتاب دراسة، فهو يستنتج العديد من الرؤى النقدية الأساسية في سياق تأصيل الكوميديا في الحركة المسرحية بالكويت والخليج العربي.
وتأتي بعض هذه النتائج مبني «على مقدمات أتت عليها الدراسة بالتحليل والرؤية للأسس العميقة التي تقف عليها تجربة» الضويحي، وبعضها الآخر لم تأتِ عليها هذه الدراسة إلا «لماماً تحاشياً لتكرار الأمثلة المتناظرة.
وقد نظر إبراهيم إلى النتائج «في صيغة ما كرسته تجربة الضويحي من أسس مركزية ساهمت –حقيقة- في ولادة الكوميديا الهزلية بشكل متميز بفاعليته الفنية والثقافية، وبصورة لا يمكن قياسها بأي تجربة أخرى سابقة» على تجربة الضويحي.
فقد بنى الضويحي نموذجاً درامياً مدهشاً، و»مكتظاً بإمكانية حضور بنية عميقة لوعيه ولأفكاره» وقد جاء ذلك نتيجة بالكثير من المقدمات التي ذكرت في الدراسة والتي تشير إلى وعي الضويحي المبتبط بمقال عقلاني تنويري لا يحتمل المداهنة، ولا يراهن على شيء قدر مراهنته على انفتاح المجتمع المدني في الكويت.
ويعتبر الدكتور غلوم بأن «اختيار الضويحي لبنية المخادع المخدوع كأساس درامي يبدأ من القاع وينتهي إلى السطح المكشوف، لا يترك المجال إلا لبروز دور العقل، سواء في الطريقة التي تبدأ فيها الشكوك، أو في الطريقة التي يتم فيها الانقضاض على المخادع».
هذه البنية الدرامية التي اهتدى إليها الضويحي ليست من فراغ، إنما هي «محض اختيار وإدارة خاصة بوعي عبد الرحمن الضويحي» وذلك ما يشير إليه غلوم من خلال تحليله للنصوص.

إشارة
كتاب الدكتور إبراهيم غلوم المعنون بـ «بنية الكوميديا الهزلية؛ دراسة لتجربة الكاتب والمخرج المسرحي الكويتي عبد الرحمن الضويحي وتوثيق لمسرحية انتخبوني» صدر عن دار الانتشار العربي هذا العام 2013.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 905


خدمات المحتوى



تقييم
0.00/10 (0 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى